المجلس الرابع من سورة الذاريات
بسم الله الرحمن الرحيم
وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23)
التفسير الميسر للآيات:
وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20)
وفي الأرض عبر ودلائل واضحة على قدرة خالقها لأهل اليقين بأن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له، والمصدِّقين لرسوله صلى الله عليه وسلم.
وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)
وفي خلق أنفسكم دلائل على قدرة الله تعالى، وعبر تدلكم على وحدانية خالقكم، وأنه لا إله لكم يستحق العبادة سواه، أغَفَلتم عنها، فلا تبصرون ذلك، فتعتبرون به؟
وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)
وفي السماء رزقكم وما توعدون من الخير والشر والثواب والعقاب، وغير ذلك كله مكتوب مقدَّر.
فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23)
أقسم الله تعالى بنفسه الكريمة أنَّ ما وعدكم به حق، فلا تَشُكُّوا فيه كما لا تَشُكُّون في نطقكم.
المصدر :
الكتاب: التفسير الميسر
المؤلف: نخبة من أساتذة التفسير
الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - السعودية
__________________
الرسالات:
الرسالة الأولى :
بيان نعمة الله سبحانه على خلقه, في خلق الأرض و ما أودع فيها من الآيات العجيبة و الحكم البالغة التي يعجز البشر عن تتبع مداها و آفاقها..و لو مضى الإنسان – بل الأناسي جميعا – يتأملون و يشيرون مجرد إشارة إلى ما في الأرض من عجائب , و إلى ما تشير إليه هذه العجائب من آيات, ما انتهى لهم قول و لا إشارة !
الرسالة الثانية :
في أن كل نظر سليم في آيات الكون و الأنفس يقود حتما إلى حقيقة اليقين, و هو مسلك واضح مبين, و كتاب الكون-و النفس البشرية- كتاب نفيس كبير لا يحسن قرائته –حق قرائته- إلا من عمر الله قلبه بالإيمان ابتداء, و انطلق في تفكره من القرآن إلى الطبيعة. ذلك أن الكون هو كتاب الله المنظور, لكن القرآن هو النور الضروري الذي به نقرأ ذلك الكتاب و نتلقى إشاراته.
الرسالة الثالثة :
اعمل في الأرض و أنت تتطلع إلى السماء, و خذ بأسباب الرزق و أنت مستيقن أنها ليست هي من يرزقك؛ فرزقك مقدر في السماء, و ما وعدك الله لا بد أن يكون.
فتطلع يا عبد الله إلى الرزق المقسوم في السماء, أما الأرض و ما فيها من أسباب الرزق الظاهرة؛ فهي آيات للموقنين!
الرسالة الرابعة :
في أن النطق هو من أكبر ظواهر النشاط الإنساني ارتباطا بكيانه و وجدانه, فكذلك وعد الله بالبعث و النشور, حق يسكن فطرة الإنسان, و قدر معلق على رأسه, يتبعه أنى سار, حتى ينزل إبانه, فيجد نفسه حيث وضعه عملُه! (مجالس القرآن 2 -بتصرف)
مسلك التخلق:
التفكر في آيات الله الكونية و في النفس البشرية سعيا نحو بلوغ منزلة اليقين.
خذ بأسباب الرزق الظاهرة و أنت تتطلع إلى رب الأسباب.